السبت 12 تشرين الأول 2024 | 6:27 مساءً بتوقيت دمشق
ليث الحجوان

الرّقة يا مدينة الحبّ!

الرّقة يا مدينة الحبّ!
تفصيل من عمل لـ عبود سلمان - فنان سوري
  • الأحد 17 آذار 2024

يا مدينة الحب
ما لون الأرض حين تكتسيه الجثث؟
وما يفعل فيكِ حبلنا السريّ
بعد هذا؟
من أين أمرّ والرصاص على الصدور
يزيّن القامات في المقبرة
وما جدوى حزني إن انتصب شاهداً
أو حطمته براثن التكفير
وأي حزن يقتات فُتات بكائي
لينسج من عذابات فراقك قُبّرة
وأي حزن يصلبني بين جسريك
لتمرّ عليه ساعات الوجد قرباناً لاشتياقاتك
فتوقفي يا مدامعُ برهة
حتى الدم دمعٌ يسلو
وانغرسي يا خُطاي
في الزّور العتيقِ
هذا الليل لم يعترِني بسعير الاغتراب من سنينٍ
أسيرُ ولا أراكِ
فلا أصحو ولا أغفو
ولا تنام عينُ الخليلِ في فيافيك
إلا على الجثث
أبحثُ..
أحدّق في الكلام عنكِ
فيكِ
يا مدينة الحب ما الذي أطفاكِ؟
النهار يأتي والليل يرحل
وأنا مع الراحلين أغني
يا رقّتي يا رقّتي
ليرجع بالصدى صدى قهري
وبالموليّا مساء العُرس
أناديكِ
يا رقّتي يا رقّتي
أصرخُ.. أنوحُ
منها إليها
كسهرة نايل أو عتابا
وأنيني في قلبي تحت بكائكِ بالعزاء له نُدبٌ
كطعن السكاكين
لو أني بكيتُ العمر كلهُ لأجلكِ
ما أوفيتك حق نسيم نهرك
التقّي هذا
يُبرّد ليلي التعس
ويُعرِضُ عن المساء
يا مدينة الأصُلاءِ
والأجداد ما بخلوا
يا ملكة ما ضحكت من سنّها ثغور
من أي القبور أتيتِ بضحاياكِ
وارتديتِ هبارينا بالأسود الملعون؟
فوق صخور قصر البنات
كان لنا سِفرٌ
وتحت رماد نهركِ تلميذُ
وجهك الجميل لنا أغنية
فما باعت أفيافها بغداد، ولا الرشيد
من أي القبور أتتكِ مسرعة
هياكل تنشد الموت فينا
وترومُ
دافعتُ عنك بكل حضارتي
لكنهم رقصوا فوق الرفات
بعدما ذبحوني
واحتفلوا بين جسريكِ بنصرهم
ودمائي تروي سجدة التأويل
ماغبت عنك يا معبدي
لأنك في القلب رسمتِ لكِ معبداً
فلترقدي بسلام يا حبيبتي
فلترقدي بسلام يا مدينة الحب.