الأحد 28 نيسان 2024 | 9:16 مساءً بتوقيت دمشق
محمد عيسى

الأَيّامُ السَّبْعة

الأَيّامُ السَّبْعة
أرشيل غوركي (1904-1948) فنان أمريكي
  • الأثنين 15 كانون الثاني 2024

اليوم الأوّل

كانتِ الأرضُ بلا بِحارٍ
ولا أَنْهار
والسَّماءُ تَحَطَّمَتْ زِيْنتُها.
مِنْ بَقايا القَمَرِ
صنعتُ لكِ شِراعاً
وقَطَفْتُ خُيوطَ الشَّمسِ حِبالاً
أَيْقظتُ القارِبَ
وانْتَظَرْتُ البَحْرَ ليَعُوْد.
***
اليَوم الثّاني

مُضجِرةٌ أنتِ أيّتهَا الدّروب
كسولٌ أنتِ
دائمةُ الاستلقاءِ على ظهرِكِ
ولأنّكِ هكذا
لن أشتريَ لكِ حذاءً بعدَ اليومِ
سأمشي عليكِ عارياً
وأُدْمي حجارتَكِ
بقَدَمَيَّ الحافيتين.
***
اليَوم الثّالث

نَرْفَعُ شِراعاً
ونُغنّي للغُرْبةِ،
نَشْرَبُ خَمْراً
ونُغنّي للفرحِ،
نَقْطِفُ زَنْبقة
ونُغنّي للحُبِّ،
وعندَما نَعْشَقُ
نَحْضُنُ القَلْبَ
ونُغَنّي للعُمر.
***
اليَوم الرّابع

لأنّ النّرجسةَ تَحْني رَأْسَها فوقَ الماءْ
نَتَّهِمُها بالأنانيَّة
نَظُنُّها مفتونةً بالتّطلُّعِ
إلى جَمالِ صورتِها،
بَيْنَما هيَ تَتَأَمَّلُ
المكانَ الذي
ستَسْقُطُ فيه.
***
اليَوم الخامس

نرى أمواجَ البَحْرِ
نَظُنُّها مِنْ طَبيعتِه
رُغمَ أَنّهُ لا يُحَرِّكُ أَمْواجَه
إلاّ عِنْدَما نَنْظُرُ إليه
حِيْنَها يُغضِبُ وَجْهَه
حتّى لا نراه هادئاً
فنَسْخَرَ منه.
***
اليوم السّادس

لأَنَّ القَمَرَ اشتهى مِشيةً على الرَّصيف
أَمْسَكُوا به
تَقاسَمُوْه قِطَعاً
صَنَعُوا منه مَداخِنَ للمَدِيْنةِ.
وفي مَكانٍ ما
كانَ عاشِقٌ يقولُ لحبيبتِه:
أَنْتِ جميلةٌ
أنتِ...
قَمَر.
* * *
اليوم السّابع

عندَما سَقَطَ الثَّلْجُ
واخْتبأَ عُصْفُوْرٌ صَغِيْر،
كانَ المَساء،
وكنتُ وحيداً.