الأثنين 29 نيسان 2024 | 12:59 صباحاً بتوقيت دمشق
مصطفى الحلو

حین یبصقك الغیم

حین یبصقك الغیم
إيف تانغوي ( 1900-1955) فنان فرنسي
  • السبت 7 تشرين الأول 2023

صوتك الذي یطویه المَدُّ بین ضلعیه ارتعاشات من ضلّ الطریق
وحدھا النوارسُ تعلم كیف تصطاد جیداً
والأسماك الغبیة تلعب البھلوان
یؤذیكَ العِناق الطویل
وأحلامُكَ الھشّةُ وسع الطریق
تحاولُ النجاة من دیمومة الفرح
العالق على ثیابك المھترئة
فتقول
طول المسافةِ یؤذیك
تمرر كفكَ الیابسَ فوق خدیك الناعسین
وشفاھھا اللوزیة تحاورك
تلعبُ بتعرجات الأصابع
وتسحبكَ مثلَ أغنیةٍ.
*
صوتُكَ القادمُ من سفر الحقول
من تراصِ الغیمِ اتقاء الصقیع
والأرضُ تفترشُ الندى
وتحاورُ شفاھھا اللوزیة
وتسحبھا تحتَ المطر
تمشي كظلٍّ واقفٍ
دون التعرجِ والثبات
تمشي كاستقامات السنابل
تلاحقُ الأفق الشرید
وفسحةٌ من ضیاء
تراود عینيك
تشتكي منكَ البرود
ولفافةُ التبغِ الصدیقة
تشتكیك...
مثل شفاھھا اللوزیة
تغتصب برداً
على الجدران یأخذ غفوةً
وضیاؤه مثل الرفاق
یتسكعون حیثُ الظلام بنى عشھ
وسمار من تھوى یضيء لھم الطریق
تسقطُ من سترةِ اللیل الموشّى بالیقین
*
فكرةٌ نامت على خوفٍ
من أن تقال
كابتداءاتِ الحروفِ الزائدة
تشتكي وجعَ اللغة في الشفاهِ الیابسات
طریةٌ تلك اللغة حین تعلق بالشفاه
یؤذیكَ خوفكَ من التباسات المكان
لا المتاریسُ تحمي وحدتك
ولا كل النھود التي دعتك للعناق
وحدھا الوحدة تحمي نفسھا
وشفاھھا اللوزیة تجاریك
مثل أغنیة نامت للأبد.