السبت 27 نيسان 2024 | 9:4 صباحاً بتوقيت دمشق
أضواء المدينة للشعر ودراساته

"واثقٌ كجرح" لـ لقمان محمود

غلاف الكتاب
  • الخميس 6 تموز 2023

صدرت في العراق مجموعة شعرية جديدة للشاعر لقمان محمود، بعنوان "واثقٌ كجرح" عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع.
تتسم نصوص "واثقٌ كجرح" ببوح أصيل مع الذات والوطن والذكريات، كوسيلة للبحث عن معني أوسع للحياة في ظل المنافي. إنها نصوص تتسم بالكثافة الرمزية بمدلولاتها المتعددة: كثافة نوعية في المتخيل لغة ودلالة، وكثافة جمالية في المعنى، وكثافة في الرؤية، وكثافة في الاستقصاء المعرفي الشعري التي تدفع بالبعد الحسي إلى ملامسة الحقيقة واختراق تفاصيلها الطافحة بالقسوة الموحشة على مدى عمر من المنفى والقهر. تثير تلك القصائد جملة من القضايا الجوهرية المتعلقة بالكتابة الجديدة، على نحو مختلف.
هذه المجموعة هي العاشرة للشاعر في سياق نتاجه الشعري. وجاءت المجموعة في (142) صفحة من القطع المتوسط.
يشار إلى أن لقمان محمود، هو شاعر وناقد كردي سوري، يقيم حالياً في السويد التي يحمل جنسيتها، كما أنه عضو اتحاد الكتّاب السويديين. عمل في مجال الصحافة الثقافية ونشر عدداً من الأعمال الشعرية والنقدية نذكر منها: "أفراح حزينة" 1990، "خطوات تستنشق المسافة: عندما كانت لآدم أقدام" 1996، "دلشاستان" 2001، "زعزعة الهامش" 2019، "كسر العزلة الثقافية" 2021، "الصمت الذي لا يتوقف عن الكلام" 2022.
هنا شذرات من الديوان ننشرها بالاتفاق مع الشاعر: 
الحب دائماً عاقل
لهذا السبب:
العشَّاق مجانين.
**
تبقى الفراشةُ أميَّةً
حتى تتعلّم
قراءة النار
دون أن تحترق.
**
من يفتخر
بأنه يملك الجذور
سيبقى دائماً
تحت التراب.
**
أراقبُ الثلجَ
لأحسَّ بألمهِ
وهو يذوب.
**
عندما تعضّ القيود
لحم الحرية
لا أرى الأمل
إلّا يائساً.
**
الكره،
حب وصل إلى
طريقٍ مسدود.
**
إذا ماتت الحرية
تصبح الكلمات
مجرّد جثث.
**
كم هو كبيرٌ حلم المطر
لكنه لا يملك خياراً آخر
سوى الهطول.
**
صدِّقيني
حتى ولو كنتُ زهرةُ العبَّاد
سأدور نحوكِ
لا نحو الشمس.
**
الجوع المتوحش
داخل القمح الخائف
لن يعرف الخبز أبداً.
**
تولد الانتصارات
- على الأغلب - كسيحة
لذلك
لا تعمِّر طويلاً.
**
لا أثر للجنة
فلولا الوهم
لكانت الحياة جحيماً.
**
العمر
طموح
بقدر ما هو يافع.
**
لو كان الشر
أقوى قليلاً
لأصبح قاتلاً.
**
السعادة،
أن لا تخبر أحداً
بأنك حزين.
**
تقاس حياة الكردي
بطُول حزنه.
**
الشعر،
يُعيد البصر
إلى الكلمات العمياء.
**
الحجلُ،
ألمٌ كرديٌ متنقِّل
في القفص الصدري
لعظامِ كردستان.
**
من إيجابيات الأحزان
أنها تحافظ
على الذكريات
من الشيخوخة.
**
في الثلج الفرحان
يستطيعُ المرء
أن يجد بعض الدموع
لغيمةٍ حزينة.
**
الشيخوخة،
تعبٌ
في عمر الأيام.
**
الحب جسرٌ ثابتٌ
- بدايته كنهايته -
فوقه تمشي الجراح
لتزداد دماً.
**
أمام شيخوخة المرآة
تبدو التجاعيد نضرةً
في وجه الخلود.
**
كلّما تخثَّر الدمُ
بكسلٍ على الجرح
فكِّر الألمُ
بشيءٍ آخر.
**
الدمعةُ،
في أغلب حالاتها
دمٌ يبكي.
**
يأتي الظلام
من الأسلاك الشائكة
:فكل معلوماتي عن الحدود
أنها تراقبُ
الآلام المتبادلة
بين الأكراد.
**
جنودٌ أبديون
يرصدون أرواحاً زرقاء
في الهواء الكردي
كي يضيفوا
مقابر أخرى للذاكرة.
**
إلهي
قليلاَ من الحكمة
كي لا أورّطها في الحب
إلهي
قليلاً من الحكمة
كي لاتحبْ
إلهي
جمالها يهذّبني.
**
ما أتذكَّره أيها الليل :
تنساهُ – دائماً – على طاولتي.
ما أكتبه من نهار
تمحوهُ – دائماً – بنجومك.
فماذا بوسعي أيها الليل:
الطاولةُ تنطقُ
ومكتبتي تبكي كتاباً.. كتاباً.
**
واقفٌ بأعواميَ الأخيرةِ
أُسوّرُ الأغنيات كبستانيٍّ
لإمرأةٍ من الفاكهة
لكنَّ الهواءَ مرَّ أخيراً
مرَّ كسؤالٍ أزرقٍ
إلى حيث البحر
فصرتُ أمشي.. أمشي
وما زلتُ أمشي على الماء
ولم أتعلّم الغرق.