السبت 21 أيلول 2024 | 3:57 صباحاً بتوقيت دمشق
نجيب نصير

ما هو الشاعر؟

ما هو الشاعر؟
سمعان خوام ، فنان تشكيلي سوري
  • الجمعة 8 آذار 2019

ربما يصح السؤال عن ماهية الشاعر/ة مرة أخرى وليست أخيرة، فالشعر كمنتوج ثقافي لن يتوقف عن التغيّر منسوباً إلى المتغيرات المعرفية لكل زمان ومكان، ما يغير في ماهية الشاعر منسوباً إلى القيم المجتمعية في صيغتها المستجدة، بمعنى أنه ليس للشاعر أن يكون جامعاً مانعاً من الناحية المعرفية الكلّية، بل ربما أصبح أقرب من اختصاصية ما تضعه قاب قوسين من هواه المعرفي، كعلم الاجتماع أو السياسة أو اللغة والأدب ولربما الاقتصاد أيضاً أو غيرها مما يناسب هواه، وهذا ما يجعل للشاعر قضايا تنتجه هو بطريقة أو بأخرى، حيث يصح كما صحّ سابقاً إطلاق تسميات من قبيل شاعر القبيلة أو شاعر القضية، أو شاعر الطبقة العاملة، أو شاعر النحو والصرف كابن مالك مثلاً...إلخ، ليصبح حاضراً، هناك شاعر للعلمانية أو الليبرالية أو شاعر يمين الوسط مثلاً ؟!
هل يصحّ مثلاً؟ أن يكون هناك شاعر للكراهية أو النذالة أو العنصرية أو الاستبداد؟ أو شاعر هو نفسه نذل ومحترف كراهية وعنصري وإلخ...؟
فيما قرأناه ورأيناه وسمعناه (بالإذن من ياسر العظمة) نعم يصحّ ذلك، فهناك شعراء أنذال وكارهون وعنصريون ولكن شعرهم كان عظيماً، وهناك شعراء من أمثالهم كتبوا صغارهم وحقدهم ونذالتهم وعنصريتهم بكامل أبهتهم، وهم شعراء مكرسون و"كبار"!
هذا ما يأخذنا الى سؤال تمثل الشاعر للقيم الحاضرة كجزء أساسي من الثقافة، إن كانت معرفية أو جهالية، على ما يعتريها من مؤثرات شخصية نفسية وتربوية... إذاً ما هو الشاعر؟
هل على هذا السؤال أن يتردد ويتكرر مع كل حقبة اجتماعية وكل حقبة ثقافية، أم ليست هناك ضرورة لطرحه أساساً طالما هناك من يستطيع أن يصيغ وينشر ويقرأ على أسماعنا محتواه الثقافي الشخصي كما هو، ليتحول النظم مرة أخرى الى صنعة بلباس ولبوس معاصر؟!