الجمعة 19 نيسان 2024 | 3:37 صباحاً بتوقيت دمشق
نيجرفان رمضان

ميلينانوشكا

ميلينانوشكا
فيسنتي مانانسالا (1910-1981) فنان فلبيني
  • الأحد 11 أيلول 2022

ميلينانوشكا
أخبري ذلك العرص المقيم بجوار روحكِ في مدينة مزدحمةٍ، متكئةٍ على قاسيون ووسط ثقافي مفتوح على مصراعيهِ، غارقٍ بالمضاجعات النحوية والقصائد النثرية، إنّ المسافةَ بين مسقط قلبِكِ وكوباني بعيدةٌ جداً.
*
إنّ المسافة بين قلبي وقلبِكِ قريبةٌ جداً؛ كالمسافة بين الحياة والموت، كالمسافة بين الهزيمة والنصر، كالمسافة بين المجاعة والتخمة، كالمسافة بين آمد وديار بكر، كالمسافة بين أورفا ورُها، كالمسافة بين كوباني وعين العرب، كالمسافة بين قامشلو وقامشلي.
إنّ المسافةَ بيننا كالقشة التي قسمت ظهر البعير.
***
ميلينانوشكا
أرجوكِ.. أخبريه!
أخبري ذلك العرص؛ أنني تبغُكِ، أوكسجينكِ، عبقكِ، قهوتُكِ، مُسكّنٌ لآلامكِ تتجرعينهُ كلّ يوم، عكازتكِ في الشيخوخة، نظارتكِ حين تصابين بضعف في النظر، كتابٌ تتصفحينهُ كل يوم، دواتُكِ، قنديلُكِ، وقودُكِ في عربة الحياة، غسقكِ/ شفقكِ، حطب مدفأتِكِ، حزنكِ، فرحكِ، كفنُكِ يوم مماتِكِ، فستانُكِ الأبيض يوم زفافِكِ، منشر غسيلكِ، تراتيل إنجيلِكِ والبخور الّذي يفوح مِنْ كاتدرائيتِكِ.
***
ميلينانوشكا
أنا المقذوفُ لا من رحمكِ؛ مِنْ رحمٍ كُردية ريفية بسيطة في الشمال
نيكوتينكِ، مظلّتُكِ لحظة هطول الحزن، أحلامُكِ، أوهامُكِ، عطشكِ، ارتواؤك، ابتسامتكِ، منديلكِ، هاويتُكِ، منصتُكِ، هدوؤك، عصبيتكِ، قصيدتكِ، ومضتُكِ، شذرتُكِ، روايتُكِ، قصّتُكِ القصيرة والطويلة، جلالكِ، قدرُكِ وقديرُكِ، شجاعتُكِ، جُبنُكِ، معولُكِ، منجلُكِ، فسيفساؤكِ، عراؤكِ، ضياؤكِ، سمعك، بصيرتكِ، راشدُكِ، ومرشدُكِ.
***
ميلينانوشكا
مرة أخرى
يصطدم بكِ الحب!
ذلك العرصَ
ليس علامةٌ فارقةٌ في حياتِكِ
فهو مزدحمٌ بهنْ في غيابِكِ.
***
ميلينانوشكا
-
-
-
-
عمتِ حبق البلاد
عمتِ عبق البلاد، عمت أقحوانة، ياسمينة
وأنتِ أيتها البلاد المتكئة على عكازة النهوض
المثقوب بأزيز الحربِ
وأنتَ يا بْنَ رحمها
عمتَ ميلينانوشكا؛ عمتَ كحل عينيها، طلاء أظافرِها، شامتها، ضحكتِها الشقية وحماقاتها
عمتَ ذلك الصليب المُتدلّي من عنقِها.
*
وأنتَ أيّها العرص
عمتَ قمامة البلاد
عمتَ روث الشمال.