الثلاثاء 16 نيسان 2024 | 11:33 مساءً بتوقيت دمشق
رودي سليمان

كي نسمع رثاء القمر

كي نسمع رثاء القمر
لقمان أحمد (انترنت)
  • الخميس 15 تشرين الأول 2020

الكلمات التي كتبتها لك
غسلتها للمرة الخمسين
ها هي منشورة على حبل الغسيل
علّ الأحزان تتبخر منها!
كانت أمي تغسل وتنفض ثوبها
كلّما مرّ عزاء في القريّة.

الشخير عادة جديدة
تدرّبتُ عليها وأتقنتُها
بات أولادي يسدّون آذانهم عنّي
لطالما كان شخيرك أرقاً منعك النوم على أرائك الحبّ.

الحافلة التي استقلّها كلّ ليلة
فقدتْ بصرها
وسقطتْ من علوّ جبلٍ شاهق
قالوا في الصحف أنّه انتحار جماعيّ
لكلّ من انتظرك ليالٍ كثيرة وخذلتهم.

الصابون امتصني كلّي في محاولة منه إزالة ذرّاتك عن مساماتي.
ها أنا الآن محجوزة في فقاعة تائهة بين بابين
لا أدرك أيّهما باب الرجوع إلى الرشد
وأيّهما باب اليقين!

الدوائر في رأسي
شكل هندسيّ بلا زوايا ولا أضلاع
تخمّر آهاتي فيه
وكأنّها وصيّة عليّ
فهي بانتظارك
لتدحرجها وتصيبها هدفاً نحو اللاوجود
أمّا أنا..
فمازلتُ أفتخر بصمودي أمام الخطّ المنحني
وجاذبية دلعه اللامبرر!

المثلثات لها منّي
ضلع للقلب
ضلعا الروح والعقل
الأوّل في حروبٍ معك
والثاني يعاني اختناقاً حادّاً كلّ ليلة
والثالث مصلوب على شجرة قلبك المتيبسة!
أستطيع القول أنني..
مثلث ذو احتياجات خاصّة.

آذار
يتباكى الكورد عليه حيناً
ويرفعونه من التقويم أحايين
سمة الربيع
أمّا آذاري
تنمو أغصانك جداً في قلبي
يزهر اسمك في رماد التنور
تنقر عصافير تائهة حبّات الحنطة، فتدغدغ الوجع
الأنهار فيه جروحاً نازفة
الحقيقة الوحيدة هنا..
صمتنا كلينا
كي نسمع رثاء القمر