الجمعة 19 نيسان 2024 | 9:3 مساءً بتوقيت دمشق
رماح بوبو

رأيت رفاقي يحملون دفاتراً وأزهاراً

رأيت رفاقي يحملون دفاتراً وأزهاراً
فاسيلي كاندينسكي (1866-1944) فنان روسي.
  • الثلاثاء 4 آب 2020

يغبطني سيف دونكيشوت

كأني بك
تحكُّ عشبَك بريحي
وتقول.. كوني الهبوب
ويأخذني حكمك العرفي إلى
زنزانة القهقهه
فأدلي صاغرةً باعترافي الذي ارتأيت
بلى... أنا هي الآنية
محجُّ المفاتيح العتيقة...
بطاقات الأطباء
حبات السّبحة الفارطة
وأزيد
أنا البئر ملعونة
تأكل يوسف الحسن
وتمصمص بعينيها الحمراوين عَظم نِداه
وأنا الثُّقب الأسود
يبلع ما شاء له هواة التصاريح الرسمية
من أرومات البنوك.. و...
يبلعني... فاكهةً مستحقةً عمّا
جنته يداي
أيها المترف بالنّبوة
دع سليمى
في مزارات البكاء
تحرق أحلامها بخوراً
وتنذر للرّيح زغاليل أنوثتها
وترجّل
حبيسةُ نردي أنا
طاولةٌ... لو ملتُ
ستسقط مصاحف من حِرز عواصمها
ستكنس شياطين الخماسين صغار التوت
وتدمى سهرة العائلة
سيخنق اليقطين
جذع الدالية
يغبطني سيف دون كيشوت في مجازك
وأفكر
زيادةً في جرعة الإعجاز
أن
آكل
طواحينك
لأرى
كيف
ستطعن خيبتَك
إن
خوت ساحتك على غفلةٍ من
لعنتي القاتلة.!
***
امرأةٌ و..رجلٌ من حرب

ما الذي قد تفعله امرأةٌ
بكنزةٍ أبلتها الحرب
سوى أن
تقصّ أزرارها بموس حلاقة
أن تحلّ خيوطها...
وتغزلها ثم
تحلّها
وتغزلها أقصر
سوى
أن تذهب لبائع الخضار
تسأله عمّا لا يعرض من بضاعة
ليناولها
نظرة بلهاء
تحملها
تخبئها في حصالتها
وتمضي
تلتقط من مقبرة السيارات...
رجلاً صدئاً
تفركه بالكاز
تعيد ترتيب حواسه
تعلّق في عنقه آية الكرسي
واذ يغدو جديداً
تجلِسه
تسرد على مسامعه
ما تيسّر من مفاتنها
فإذا
أخذت نياشينه بالطقطقة
أسرعت
لوضعه
في
طاحونة الكبّة
لتمضي
إلى
كنزتها
من
جديد!
***
لم أحترس فكان ..مطراً

في السّجن
كان الحلم يأتي
كما لا يريد قلبي... ولا السّجان
شفّافاً وأبيض
رأيت رفاقي يحملون دفاتراً وأزهارا
ويتمشون في شمس آذار
وكانت..
أقحوانةٌ... نحلة!
تنمو في إسمنت قاعدة عمود الكهرباء
كلّما صادفت حلمي
تصير نخلة!
في البيت
كنت أكوَّر زبيبات عمري
في جرابٍ شفّافٍ وناعم
وأعطيها لأطفالي
كرتهم الآن
لن تكسر زجاج القلب
وإن غدا
فارغاً من زبيبةٍ... حلوة!
في الطّريق إلى المساء
لم أفكر بالقمر
الضوء بارداً كان
ومتسكعون لم يشعلوا لي سيجارتي
ولم أكترث
لم أحترس
حتى
فاجأني
المطر!
في صفحات "فيس بوك"
لم يزل يباغتني رحيلهم
ولم أزل
أبكي
حتى
ينتهي شحن الموبايل!