السبت 20 نيسان 2024 | 10:19 صباحاً بتوقيت دمشق
يوسف سامي مصري

نقاش حول مفهوم الشعر: ت. س. إليوت مقابل أ. ريتشاردز

نقاش حول مفهوم الشعر: ت. س. إليوت مقابل أ. ريتشاردز
بابلو رويز بيكاسو (1881-1973) فنان إسباني.
  • السبت 11 نيسان 2020

*مانوج كومار ياداف
تلقي هذه الورقة الضوء على ظهور الشعر وجسده المكوَّن من تعاريف وآراء أيديولوجية مختلفة مع تقديم كبار النقّاد ونظريّاتهم الشعريّة، ولكنها تهدف بشكل أساسي إلى التركيز على المناقشات الأدبيّة الشعريّة بين توماس ستيرنز إليوت وإيفور آرمسترونغ ريتشاردز في إشارة إلى قصائده المنشورة في Ara Vos Prec (لندن) وبعض القصائد حيث يعرض إليوت مفاهيم غير شخصيّة وموقف كلاسيكيّ من الفنون، لكن ريتشاردز يؤيّد النقد الجديد لعلم النفس الذي يجعل القصيدة كاملة للقرّاء العاديين. كان النقد الأدبي بالنسبة إلى ريتشاردز، انطباعيًّا، ومجرّدًا للغاية بحيث لا يمكن القبض عليه وفهمه بسهولة، واقترحَ أن يكون النقد الأدبي دقيقًا في توصيل المعاني، عن طريق الدلالة والمفهوم.
الكلمات الدلاليّة: علم اللاهوت، الانطباعيّة الجماليّة، العقلنة، عدم التجانس، الغموض، تفكُّك الإحساس.
الهدف:
الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على الآراء المتناقضة حول مفهوم الشعر القائل بأنّ مدى ملاءمة وذكاء القرّاء المختلفون - العاديون والباحثون وكذلك الديني والعقل، وأخيرًا اقتراح طريقة أفضل لتأليف قصيدة للقرَّاء المشتركين.
المنهجية:
تتّبع هذه الورقة طريقة البحث النوعي؛ لأنّ التحليل النوعي هو دراسة ما إذا كانت الكائنات الخاضعة للتحقيقات في الحقائق التي لها طبيعة معينة أو لدراسة الفرصة والأسباب وتحليل العمليّة. إنّ أساس التحليل النوعي في هذا البحث هو طريقة الفلسفة، حيث تقارَن أوجه التشابه والاختلاف بين الآراء المختلفة من خلال التفكير، وتلخّص أنواع الذكاء وتفهم قواعد الخصائص الشعرية. عملية التفكير المنطقي للتحليل النوعي هي كما يلي: ما هي المشكلة؟ ما هو التعبير عن المفهوم؟ ما هي الحقائق في هذه الورقة البحثية؟ ما هو السبب؟ ما هي نتيجة الدراسة؟ هنا، يطبّق التحليل النوعي بشكل شائع سبع طرق على التوالي: التحليل السببي، التحليل المقارَن، تحليل النزاعات، النتائج والتحليل الوظيفي، الاستقراء والاستنباط، التحليل والتوليف وطريقة التجريد العلمي.
المقدّمة:
ظهور الشعر
الشعر مصطلح مُشتق من الكلمة اليونانيّة "poiesis" والتي تعني الصنع والذي تحوّل في وقت لاحق كشكل من الأدب لصفاته الجماليّة والإيقاعيّة للغة؛ لأنّه كان يُغنّى في الريف فقط في العصور القديمة. بعد ذلك، تمَّ استخدام الشعر بشكل مثاليّ لعلمه الصوُّتي، والرمزيّة، والإيقاع - لإحضار معاني بالإضافة إلى مفاهيم النثرية الظاهرة. الأفكار / المفاهيم الكامنة وراءه والتي عادة ما تحلّ محلّ الأفكار الجماليّة الأخرى المفروضة على عمل الكتّاب أو الشعراء. ظهر الشعر على شكل ملحمة سومريّة يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد. لذلك، ظهر الشعر من خلال الأغاني الشعبيّة للعديد من الثقافات في جميع أنحاء العالم. ولكن يُقال إن كِتاب "فن الشعر" لأرسطو (فن الشعر هي من الآثار المنسوبة إلى أرسطوطاليس، ويُعتبر عند العرب من مجموعة الكتب المنطقية المعروفة بالـ أورغانون. دخل الكتاب إلى العربية ضمن حركة الترجمة في العصر العباسي الأول، حيث نقلها أبو بشر متى من السريانيّة إلى العربيّة. وقد وضع الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد ملخصات لهذا الكتاب. المترجم)هو ظهور الشعر الذي كان له تأثير في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال العصر الذهبي الإسلامي وكذلك في أوروبا خلال عصر النهضة.
يُعتقد أن الشعر الإنجليزي الأقدم على قيد الحياة، كطفل لم يُكشف عن اسمه، قد كُتب في الأنجلوسكسونية في القرن السابع. لذلك، فإنّ الشعر لديه تاريخ طويل في مقاربته في طفولته إلى شكل لهجة إنجليزيّة مع التحفة الشعريّة "حكايات كانتربرى" Chaucer's The Canterbury Tales (حكايات كانتربرى هي مجموعة قصص شعرية من تأليف جيفري تشوسر بدأها ووافته المنية دون أن يتمّها، وهي مجموعة من القصص يسردها الشاعر على لسان عدد من الحجاج إلى ضريح القديس توماس في كاتدرائية كانتربري. وتظهر شخصية كل من هؤلاء الحجاج واضحة جليّة من خلال القصة التي يرويها. نُشِرت في العام 1476. المترجم) ونتيجة لذلك، انطلق الشعر بيولوجيًّا في أشكال وأداءات مختلفة من الآراء والاتجاهات والتقنيّات والمدارس والذكاء والأشكال والمواضيع والرموز والعواطف والثقافات والإملاءات من طفولتها إلى المظهر الحالي، أي من اللغة الإنجليزية القديمة عصر إلى ما بعد اللهجات المحلية عبر البنية العالمية.
مفهوم الشعر:
قد يسعى الشعر مثل أشكال الأدب الأخرى إلى سرد قصّة، أو تسريع الأحداث، أو نقل الأفكار، أو تقديم وصف حي وفريد أو التعبير عن حالاتنا الروحية أو العاطفية أو النفسية. مع ذلك، فإنّ الشعر يولي عن كثب اهتمامًا خاصًّا للكلمات نفسها في الأصوات والقوام والأنماط والمعاني.
وهو يتألّف من أشكال مختلفة مثل السوناتا والقصيدة الغنائيّة والقصص الغنائيّة والفيلانيل والهايكو والغزل والنشيد والشعر الغنائي والشعر الملحمي والقصيدة الحرة، وفي الأنواع ، الشعر السّردي، والشعر الدرامي، والشعر الغنائي، الذي بُني مع بناء من العروض مُزيَّن بمختلف أشكال الكلام. تَظهر مواضيع الشعر في الصور المختلفة مثل الحرب، الحب، الطبيعة، ما وراء الطبيعة، العلم، الدين، الثقافة، ...إلخ إنّه يستغرق في متعة خاصّة عبر التركيز على الموسيقى الكلاميّة المتأصّلة في اللغة.
نقاش:
ظهور الشعر
الشعر هو لغة مدمَجة تعبّر عن المشاعر المعقّدة. بالإضافة إلى صفات الحفظ والموسيقى والخيال والإبداع، نتوقّع أن يمسّنا الشعر بمستوى عاطفي. خذ العاطفة من الشعر، واتركنا بشيء جاف ومثير للسخرية إلى حد ما. لذلك يمكننا القول أنّ الشعر هو نتاج الخيال الذي يعمل على أشياء الحياة والطبيعة. إنّه نشاط خياليّ، وهو ما يجعله مثاليًّا ويحقق المثل الأعلى لأنّ الألوان هي فنّ الرّسم، والكلمات هي فنّ كتابة الشعر. مرّة أخرى، حيث أنّ مجموعة الألوان تحدِّد نمط وجودة اللوحة، فإنّ ترتيب الكلمات الذي يعبِّر جماليًّا عن مشاعر وأفكار القوّة هو الذي يحدّد نمط ونوعيّة الشعر. لكن الكلمات المرتّبة في نمط القافية وحدها لن تصنع الشعر. تكمن الروح الحقيقيّة للشعر في قوّتها في التعبير عن المشاعر وإثرائها. ومع ذلك، فإنّ الإيقاع يضيف سحر ومتعة الشعر. يقول صامويل تايلر كولريدج (شاعر إنكليزي وناقد ومشتغل بالفلسفة 1772- 1834.أعلن مع زميله ويليام ووردزوورث بدء الحركة الرومانتيكية في إنكلترا بديوانهما المشترك "الأناشيد الغنائيّة" ويُعرف بقصائده أغنية البحار القديم. كما يُعرف بعمله النثري الهام. المترجم) يقول في سيرته الذاتيّة أنّه يوجد متعة خاصّة في توقُّع تكرار الأصوات والأنواع، وقد تكون جميع المؤلفات التي تحتوي على هذا السحر الفائق المُضاف، أيّاً كانت محتوياتها، المسمّاة قصائد بعروض وقافية، دون الخيال والعاطفة، إن كل ذلك لن يصنع الشعر. باختصار، كل الشعراء من مختلف الأفكار والخلفيّات لديهم تعريفات مختلفة للشعر لآرائهم المختلفة. كما يقول الشاعر روبرت فروست (شاعر أمريكي يعتبر في نظر الكثيرين كواحد من أهم شعراء اللغة الإنجليزية؛ إذ حاز خلال حياته على أربع جوائز بوليتسار، شارك فروست في مراسم تنصيب الرئيس جون ف. كينيدي، يعرف فروست بأسلوبه البسيط والمباشر وبأوصافه المثيرة للمشاعر لمناظر نيو إنجلاند شمال شرق الولايات المتحدة 1874- 1963. المترجم) "تبدأ قصيدة مع وجود ورم في الحلق، والحنين إلى الوطن أو الحب. إنّه الوصول إلى التعبير، ومحاولة للعثور على الكمال، القصيدة الكاملة هي التي وجَدَت فيها العاطفة فكرها ووجدَ فيها الفكر الكلمة". لكن كاهن وطفل الطبيعة، كما يقول ويليام وردزورث، "الشعر هو التدفق التلقائي للمشاعر القوية: إنّه يأخذ أصله من العاطفة التي تذكِّر بالهدوء". ووفقاً لوردزورث، فإن الرغبة في الكتابة تبدأ بمشاعر الشخص القوية. وهذا ما يدفع البشر إلى الانفصال عن الصَّمت إلى النطق. يعبر الشاعر بيرسي بيش شيللي عن جوهر الشعر في مقالته "الدفاع عن الشعر (1821) "الشعر هو سجل أفضل لحظات وأسعد لحظات أسعد وأفضل العقول، ... يمكن تعريف الشعر، بشكل عام، على أنّه "تعبير عن الخيال": والشعر مرتبط بأصل الإنسان ، ....... الشعر هو المرآة التي تجعل المشوّه يبدو جميلًا". لكن الشعر هو لغة الخيال والعواطف"، كما يوضّح ويليام هازليت. ويقول كريستوفر فراي "الشعر هو اللغة التي يستكشف بها الإنسان دهشته "لذلك، لاحظنا هنا أنّه لا يوجد تعريف واحد للقصيدة، في حين أنّ جميع التعريفات مبنيّة على هيكلها أصلها وثقافتها وعلومها وعلمها وسياستها وفلسفتها وحججها ولغتها وخطابها وقاموسها وإيحاءها ومذهبها ورأيها وعمرها ومدرستها والموضوع والعروض والفكر والعاطفة، الفترة الزمنية ...الخ.
من نظريات الأدب إلى الشعر
وقد يكون ذلك مثيرًا للإعجاب لأنّه يمنحنا نظرة ثاقبة على بعض الحقيقة، وعن أنفسنا أو الكون الذي نعيش فيه. قد تنخرط في مشاريع جماليّة مذهلة أو تكهّنات ميتافيزيقية متطوِّرة فكريًّا. على العكس من ذلك، قد يكون الأمر بسيطًا ومباشرًا، وغالبًا ما يكون ذلك أقوى أنواع القصائد. العاطفة هي أيضًا القوّة الدافعة لمعظم قصائد الاحتجاج السياسيّ والنقد الاجتماعيّ. والأذى الذي نشعر به عندما نشهد ظلمًا قد يتحوَّل سريعًا إلى الغضب والسخط.
تمَّ تطبيق مناهج ونظريّات مختلفة وتقييمها من وقت لآخر لآراء الشعراء المختلفة الناشئة في جمال مؤلفاتهم وظهورهم وموضوعاتهم، مثل بن جونسون في مقالاته حول النقد الأدبي حول شكسبير، السير فيليب سيدني في اعتذار عن الشعر (دفاعاً عن الشعر1595- الشاعر سيدني مقابل شيلّي، جون درايدن في مقال عن الشعر الدرامي(1668)، اعتذار المؤلف عن الشعر البطولي، الكسندر بوب في قصيدة، مقال عن النقد، الدكتور صموئيل جونسون في مقدمة كتابه لشكسبير، وليم ووردزورث في مقالته الرئيسية مقدمة لـ "الأناشيد الغنائية" Lyrical Ballad، وكولريدج مقابل ووردزورث ، و ب. ب. شيللي في مقاله "الدفاع عن الشعر"، إدغار آلان بو في مقالته عن "المبدأ الشعري"، و"بو ضد كولريدج "، و"بو ضد شيللي"، و"والت ويتمان" في كتابه المعروف، مقدمة لأوراق العشب، ماثيو أرنولد في مقاله عن "دراسة الشعر" و"ت. س إليوت " في مقال "التقليد والموهبة الفردية"، كتاب النقد "الخشب المقدس، تحية لجون درايدن، عن الشعر والشعراء، مقارنة مع س. ب. سيدني، و س ت كولريدج، إيفور آرمسترونغ ريتشاردز في مبادئه للنقد الأدبي، والنقد العملي، وفلسفة البلاغة.
الشعر الحديث: إليوت مقابل ريتشاردز
الشعر الحديث هو حركة أدبيّة بدأت في أواخر عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي ونشأ كردّ فعل للنقد التقليدي الذي رآه النقاد الجدد مهتم إلى حدٍّ كبير بالمسائل الخارجة عن النص، على سبيل المثال، مع سيرة أو سيكولوجية المؤلفين أو علاقة العمل بالتاريخ الأدبي الذي كان يُعرف باسم "النقد الجديد" الذي اقترح العمل الفني الأدبي ولا ينبغي الحكم عليه بالرجوع إلى الاعتبارات التي تتجاوز حدوده. تتكوّن القصيدة من سلسلة من البيانات المرجعية القابلة للتحقق حول العالم الحقيقي وراءها، عن العرض التقديمي والتنظيم المتطوّر لمجموعة من التجارب المعقّدة في شكل لفظي. اعتقد النقاد الجدُد أن بنية النص ومعناه مرتبطان ارتباطًا وثيقًا ولا ينبغي تحليلهما بشكل منفصل. كانت تهدف من أجل إعادة تركيز الدراسات الأدبيّة إلى تحليل النصوص، إلى استبعاد استجابة القارئ ونيّة المؤلف والسياقات التاريخيّة والثقافيّة والانحياز الأخلاقيّ من تحليلهم.
هنا، تركِّز هذه الورقة هدفها من النقاش حول مفهوم الشعر على آراء وأفكار مختلفة لأكثر الشخصيات البارزة في النقد الأدبي، إليوت وريتشاردز، حيث أنشأ إليوت عقيدة نقديّة جديدة في فترة النقد الحديثة. كان نقده مجرّد إنتاج ثانوي لورشة شعره الخاصّ.
إنّه هو نفسه مختبر أعظم لشعر من هذا القبيل مليء بالأساطير، ومراجع من التاريخ والأساطير، وأمثلة من اليونانيّة واللاتينيّة، ومغالطات في النية والتأثير، وسبعة أوجه غموض، وسخرية على المعنى، والعبارات، معاني النص المربكة والمعقّدة، التلميحات والرمزيّة بمعنى المعنى الذي يمثّل أصعب تحدٍّ لفهم قارئ عام، وحتى للقارئ المثقف.
مقالاته النقديّة المؤثرة للغاية هي التقليد والموهبة الفرديّة، وهاملت ومشكلته، حيث طوَّر إليوت مفهومه للترابط الموضوعي. إنّ أحكام إليوت التقييميّة، مثل إدانته لميلتون وشيللي، وإعجابه بما يُسمّى بالشعراء الميتافيزيقيين وإصراره على أنّ الشعر يجب أن يكون غير شخصي، أثّرت بشكل كبير في تشكيل شرائع الناقد الجديد، يقول: "قد نذكِّر أنفسنا بأنّ النقد أمر لا مفرّ منه مثل التنفّس، وأنّنا يجب ألا نكون أسوأ من ذلك لتوضيح ما يجول في أذهاننا عندما نقرأ كتابًا ونشعر بالعاطفة تجاهه، لانتقاد عقولنا في عملهم النقديّ "ينادي إليوت بمصطلح "أدب" يفكّك الإحساس الذي يستخدم لأوّل مرة في مقالته "الشعراء الميتافيزيقيون" حيث تمَّت الإشارة إلى الطريقة التي انفصل بها التفكير العقلاني عن تجربة الشعور في القرن السابع عشر.
كان ريتشاردز معلم للغة الإنجليزية وناقد أدبي ومتقنًا لفنّ الخطابة، وأثبتت كتب ريتشاردز، وخاصّة معنى المعنى، ومبادئ النقد الأدبي، والنقد العملي، وفلسفة البلاغة، إنّها مؤثّرة في النقد الجديد الذي كان شكلًا من أشكال الشكليّات التي قدَّمت ما زُعم أنّه تطوُّر المنهجيّة النقديّة الجديدة التي تؤكّد على القراءة الدقيقة للنص الأدبي وخاصّة الشعر، في محاولة لاكتشاف كيف يعمل الأدب ككائن جماليّ قائم بذاته ومرجع ذاتي. النقد الجديد هو كل شيء عن النص. لا حاجة لقراءة مئات الصفحات من التاريخ أو البحث عن أدلّة على حبّ حياة جين أوستن. في الحقيقة، انسَ متى وأين عاش المؤلف، وما إذا كان المؤلف غنيًّا أم فقيرًا، رجلًا أو امرأة. لذلك، بالنسبة للنقد الجديد، فقد شجب النقد القديم بأنّ النقّاد كان من المفترض أن يتبعوا مجموعة من القواعد واللوائح، تدّعي أن النقد ليس مجرَّد تطبيق لمجموعة من القواعد والحدس، لكنّه أيضًا يُقرأ على نطاق واسع ليس فقط في الأدب ولكن أيضًا في الفلسفة وعلم النفس والجمال والفنون الجميلة والمبادئ العريضة للعلوم المختلفة.
تأثير إليوت على ريتشاردز
استحوذتْ قصائد إليوت التي نُشرت في مجلة Ara Vos Prec في لندن العام 1920 على الفضاء الشعري في كامبريدج واعترف ريتشاردز بأنّ إليوت أفضل شعراء جيله. لقد عقد العزم على مقابلة إليوت ووجده في نفس العام في مكتب للبنوك الصغيرة تحت أحد الشوارع: شخصية تنحدر تمامًا مثل طائر الظلام في طريق فرعي، فوق طاولة كبيرة مغطاة بجميع أنواع وأحجام المراسلات الأجنبية ..... أصبحوا صديقين حميمين وظلّ إليوت أحيانًا مع ريتشاردز في كامبريدج. وصل ريتشاردز في أوّل زيارة له مع حقيبة سفر صغيرة تحتوي على كتاب مقدَّس كبير وكتاب الصلاة المشتركة؛ لم أكن أعرف كنيسة من أخرى واضطررت إلى البحث عن أيّهما أعلى. لم يكن هناك ما يصل إليوت بحيّ كينسينغتون. حاول ريتشاردز إقناع إليوت بالتدريس. وكتب مراجعة قصائد إليوت المجمّعة عام 1926 وعلّقها على الطبعة الثانية من كتابه الشهير "مبادئ النقد الأدبي" (1926) حيث تمّت قراءته على نطاق واسع. نظر الرجلان وجهًا لوجه بموضوعيّة.
لا يمكن تقييم تأثيرهم على بعضهم البعض بكلّ تأكيد، ولكن لا يمكن القول أنّهم وصلوا إلى مواقف معيَّنة دون دراسة عمل بعضهم البعض. شارك كلاهما في التعليم الفلسفي الذي يجمع بين السمات المعاكسة: قام إليوت بتعديل مثالية برادلي من خلال علم بيرس والنسبية المتشككة. تمَّ تعريف علم نفس ريتشاردز من قبل المثاليّة البريطانيّة. ونبذ كلاهما بشكل مستقلّ النقد التاريخي والانطباعيّة الجماليّة.
الكلاسيكية ونظرية انعدام الهوية عند إليوت
إنّ مفهوم إليوت غير الشخصي للفن والتعبير الكامل عن موقفه الكلاسيكي تجاه الفن والشعر يقدّمه أساسًا في مقالته "المواهب التقليديّة والفرديّة". يشرح إليوت نظريته حول انعدام الهويّة والتجرُّد من خلال دراسة علاقة الشاعر بالماضي أوّلًا، وثانيّا علاقة القصيدة بمؤلّفها. ووفقًا لرأيه الماضي لم يمت أبدًا، فإنّه يعيش في الوقت الحاضر. لا شاعر أو لا فنان له معنى كامل وحده. تتألّف الكلاسيكيّة عند إليوت أولًا في تأكيده على موضوعيّة المشروع الشعري. وهذا يتطلَّب من الشاعر بذل جهد نحو نزع الشخصيّة، وهي محاولة مستمرّة للحفاظ على عمله بعيدًا عن حوادث شخصيّته ، يجب أن يكون الشعر وفقًا لإليوت دقيقًا ومهتمًّا بالتفاصيل.
يقع الكثيرون- نظرًا لأنّ الشعر غير قادر بوضوح على نفس النوع من الدقة مثل النثر- في خطأ أخذ القصيدة لتكون طريقة فضفاضة وزخرفيّة لقول ما يمكن قوله في النثر بشكل مباشر. بالنسبة لإليوت، مع ذلك، فإنّ الشعر هو وسيلة قادرة على أنواع خاصّة من الدّقة الخاصّة به. ما وصفه ريتشاردز بأنّه بيان تحليلي مثير، مثل علم النفس ربما محاولة، لن تكون على الإطلاق وثيقة الصلة بالموضوع. استحسن إليوت التعليم الكلاسيكي، في حين استند ريتشاردز إلى نظريّات إليوت المبكّرة حول نظريّته في النقد المجرَّد والقصيدة ككائن لاستكمال نظريّاته. رفض إليوت الموافقة النفسيّة على النقد كله، واعترف بأنّه متأثّر بنظريّة ريتشاردز المتعلّقة بالإيمان. كانت لديهم وجهات نظر معادية في السياسة والدين، على الرغم من أنّ كل منهما طوَّر سمعة الآخر الأدبية. أشار إليوت إلى ريتشاردز كمثال رئيسي للعقل الحديث في النقد في استخدام الشعر واستخدام النقد (1933).
نظرية ريتشاردز وإليوت في النقد الحديث
تعاملت أعمال ريتشاردز بشكل رئيسي مع الشّعر وسؤاله المتَّقد، يصنع قصيدة رائعة. يرفض ريتشاردز كلّ الصور المرئيّة من النقد الشعريّ المنطقيّ. لقد كان أوّل ناقد إنكليزي يقوم بتطوير نظرية الشعر الحديث من حيث اعتباره قصيدة "الأرض اليباب" قصيدة هامّة. يضع إليوت بالنسبة لريتشاردز، تجربة التوازن على أشدّ الاختبارات. وتتَّسم قصائده بمظهر من الارتباك غير المبرَّر مع الإيحاء والاقتباس والمواد من كلّ الأنواع التي يمكن تخيّلها، الأمر الذي يترك إليوت مفتوحًا أمام تهم الغموض والإفراط في التفكير. ومع ذلك، مع إليوت، يُعتبر الغموض والإبهام واستخدام التلميح هي فضائل موجَّهة إلى أهداف أكبر، وحدة القصيدة وتوحيد الإحساس. وحدة أزمات القصيدة من الانسجام، والتناقض وتفاعل التّأثيرات العاطفيّة، يحقّق إليوت هذه التأثيرات بشكل أساسيّ من خلال تقنيّة يطلق عليها ريتشاردز موسيقى الأفكار. حيثُ يتمّ ترتيب الأفكار غير المتجانسة، لا لأنّها قد تخبرنا بشيء ما، ولكن تأثيرها قد يتّحد إلى شعور متماسك وشامل. إنّ التلميحات لها ما يبررها، وفي المقام الأوّل الهالة العاطفيّة التي تضفي عليها المواقف المبنيّة. في الواقع، فإنّ التلميح هو أداة تقنيّة عند إليوت التقني للضغط ، حيث تعتبر قصيدته "الأرض اليباب" The Waste Land المكافئة من حيث المحتوى لملحمة. يمكن القول إنّ بنية المشاعر لدى إليوت عميقة ومعقّدة ومتماسكة وقد يتطلّب فهمها الكامل العديد من القراءات أو انقضاء سنوات. علاوة على ذلك، يستغلّ إليوت معارضة السلطة: تميل العظمة والبؤس أثناء تطورها لتغيير الأماكن وحتى إلى الاتحاد فيما بينهما، لا يبدو الماضي مجيدًا جدًّا، ولا يبدو الحاضر مضطربًا، لأنّ نفس التيارات الحياتيّة تتدفق خلالهما. لكن الموضوع الرئيسي هو الجنس المرضي. قصيدة إليوت، أربعاء الرماد وازنت ببراعة بين "لأنّ" و "رغم":
لأنني لا آمل أن أرجع مرّة أخرى
لأنني لا آمل
لأنني لا آمل أن أرجع
هذه هي الأسطر الأولى من القسمين الأول والأخير على التوالي، وتتعاون في سياقها المشترك، والسياق الفرعي المتزامن، وهذه لا تدرك نفسها تمامًا دون حركات الاستكشاف والتأمّل الناجم عن ذلك ... حياة القصيدة ذاتها.
لغة الشعر: إليوت مقابل ريتشاردز
يدرك القرّاء الذين لديهم دراية بالشعر العظيم أنّ لغة إليوت عاطفيّة وصادقة، ويجدون في شعره إدراكًا أوضح وأكمل لمحنتهم، وهي محنة جيل كامل أكثر ممّا يجدون في أيّ مكان آخر. بينما كان إليوت يتقدّم نحو الأرثوذكسيّة في آرائه الدينيّة والمحافظة في كتاباته الاجتماعيّة، عكسَ ريتشاردز الميل المعاكس، وهو تشكّك دائم في انتقاداته الأدبيّة، وهو التشكيك في جذور الذريعة النقديّة ذاتها. ونادرًا ما يترك ريتشاردز حارسه يسقط على إليوت.
الغموض الشعري: أعمال إليوت مقابل ريتشاردز
يتمّ تقديم القيمة الشعريّة للغموض في نقد ريتشاردز من البداية في مجال الفن والعلوم، يقول ريتشاردز إنّ الأعمال الفنّية يجب أن تستحقّ التأمّل من أجل مصلحتها الخاصّة، ليست تلك التي لدينا أفضل أمل في البحث عنها. تُعتبر قصيدة إليوت "بيضة الطبخ" واحدة من أفضل القصائد لاختبار ريتشاردز في نظريّته عن الغموض، وتعرَّض تفسيره للاعتداء باعتباره خطأ من قِبل ماتيسين وتيليارد وباتسون وإليوت نفسه. في أوّل مقطعين، يصف أحد المتحدّثين الذكور زيارة لامرأة تدعى بيبت Pipit:
جلست بيبت منتصبة على كرسيّها
على بضع خطوات من حيث كنت جالسًا،
آراء جامعة أكسفورد
استلقت على الطاولة مع الحياكة
جدّها وخالاتها العظيمين،
المستندين إلى رفّ الموقد
ودعوة لحفلة راقصة
ثمّ، يجتاز بالخلط بين خيال الطفولة، وحلم اليوم، والتعليق التهكُّمي على الثقافة الفاسدة المعاصرة. تنتهي القصيدة بإحساس مؤلم بفقدان الشباب والحبّ:
ولكن أين هو بنس العالم الذي اشتريت
لأتناول الطعام مع بيبت خلف السِّتار
الزبالون ذويّ العين الحمراء يزحفون
من كنتيش تاون وجولدز غرين؛
أين النسور والأبواق؟
دُفنَ تحت بعض الثلوج العميقة لجبال الألب
على الجانب الآخر من الكعكات والفطائر الصغيرة.
رفض إف. أو. ماتيسن، الذي سمع محاضرة ريتشاردز حول القصيدة في جامعة هارفارد في عام 1931، قراءة الممرضة في كتاب "إنجازات إليوت" (1935) واقترح بدلًا من ذلك، أنّ بيبت Pipit كانت فتاة صغيرة وأنّه لم يميِّز اثنين من "بيبت"، واحدة في بداية القصيدة وذاكرة بيبت Pipit الأصغر سنًا.
على الرّغم من ملاحظة إليوت، فقد ظنّ أنّ تفسيره يناسب القرائن في القصيدة. واستشهد إليوت الناقد بشكل خاطئ، كدليل ضد إليوت الشاعر: في غضون الوقت قد يصبح الشاعر مجرَّد قارئ فيما يتعلَّق بأعماله، ونسيان معناه الأصلي - أو دون نسيان، مجرّد تغيير.
كانت خطوط الشعر في مبادئ النقد، حلقة عرضيّة في الدراما التجريديّة العامّة. وتحدَّث في بعض الأحيان، عن تأثير ميلتون على كوليردج أو شيلي، أو علَّق على سوناتات وردزورث في سلسلة دودون Duddon series. كانت هناك قصائد في مفتاح سلبيّ، لتوضيح سوء الشعر - سوناتة لـ Ella Wheeler Wileox و The Pool by H D. وكان هذا الارتياح العاطفيّ الوحيد الذي قدّمه الكتاب وسط العديد من التأمّلات الميتافيزيقيّة.
أضافَ أ. ريتشاردز في الطبعة الثانية لمبادئ النقد، ملحقًا طويلًا عن شعر ت.س إليوت. كانت الحجّة الرئيسيّة هي أنّ تماسُك "الأرض اليباب" كان عاطفيًّا وليس فكريًّا. أعطت وجهة النظر هذه انطباعًا بأنّ ريتشاردز استخدم القصيدة لتوضيح استخدام اللغتين - علميًّا وعاطفيًّا - في مبادئ النقد.
عندما ذهب الناس إلى تي إس إليوت وسألوه، من هي بيبت؟ أجاب إليوت في قصيدته، بيضة الطبخ، لماذا لا تكتشف من القصيدة؟ كان لدى ريتشاردز بصفته ناقدًا عمليًّا، الشجاعة للتعرُّف على بيبت Pipit من القصيدة نفسها تناولتُ بيبت Pipit لتكون الممرضة المتقاعدة لبطل القصيدة، وما زالت وجهات نظر كلّيات أكسفورد تعتزّ بها. أظهرت مقالة إليوت أنّ ريتشاردز لم يكن مولعًا فقط بالتنظير حول الشعر بل كان لديه اهتمام عميق بالشعر.
تأثير الميتافيزيقا على ت.س إليوت
إنّ النقد الموجَّه عمومًا ضد تقييم إليوت للميتافيزيقيّة هو أنّه على الرغم من أنّ الشاعر الميتافيزيقيّ تلقّى إشادة عالية من إليوت، إلا أنّه في الممارسة الفعليّة، فإنّ عمله الإبداعيّ وعمله النقديّ قليل للغاية من حيث الجودة الميتافيزيقيّة. يبدو أنّ الجودة الميتافيزيقيّة في شعره السابق في قصائده مثل "الأرض اليباب" The Waste Land و"الرجال الجوف" The Hollow Men والرباعيّات قد اختفت تقريبًا. وقد شكَّك السيد دنكان في كتابه "إحياء الشعراء الميتافيزيقيين" في الجودة الميتافيزيقيّة للقصائد السابقة. لكن على الرغم من كلّ هذه الانتقادات، فإنّ نظرية إليوت حول تفكُّك الإحساس هي بلا شكّ واحدة من أهمّ مساهماته في التحليل النقديّ والحكم، لأنّها مارست تأثيرًا هائلًا على المواهب الإبداعيّة والنقديّة لمعاصريه حتى أصبح الشعراء وعاة بتقاليد الإحساس الموحَّد.
استنتاج
في الخلاصة ، يمكن القول إنّ (ت.س إليوت) و (أ. ريتشاردز) ينتميان إلى مجرّة النقّاد المعروفين أيضًا بالشعراء. ينتمي إليوت إلى هذه المجرّة بن جونسون وجون درايدن والدكتور صموئيل جونسون وإس تي كوليردج وماثيو أرنولد، بصفته ناقدًا، ولعلَّ إليوت تقارب أكثر مع درايدن. من ناحية أخرى، يعشق ريتشاردز بشكل أكبر كتاب السيرة الذاتيّة الخاص بكليردج والذي ركّز على الوهم والخيال.
ترجمة عن الإنكليزية: يوسف سامي مصري
(*)أستاذ مساعد وباحث في الأدب الإنكليزي
الحواشي:

1 توماس ستيرنز إليوت: شاعر ومسرحي وناقد أدبي حائز على جائزة نوبل في الأدب في 1948. وُلد في 26 أيلول/سبتمبر 1888 وتوفي 4 كانون الثاني/يناير 1965. كتب قصائد: أغنية حب جي، ألفرد بروفروك، الأرض اليباب، الرجال الجوف، أربعاء الرماد، والرباعيّات الأربع. من مسرحيّاته: جريمة في الكاتدرائية وحفلة كوكتيل
2 إيفور آرمسترونغ ريتشاردز: ناقد أدبي وعالم بلاغة. 1839- 1979 تلقى تعليمه في الكلية المجدلية في كامبردج. أثرت كتبه في توجهات النقد الجديد ككتاب "معنى المعنى" و "مبادئ النقد الأدبي" و "النقد العملي" و "فلسفة البلاغة". قاد مبدأ "النقد العملي إلى تطبيقات "القراءة الوثيقة" التي يعتقد أنّها أسست لبدايات النقد الأدبي الحديث.
3 بيرسي بيش شيللي: شاعر إنكليزي رومانتيكي هامّ، 1792- 1822يعتبر واحدًا من أفضل الشعراء الغنائيين باللغة الإنكليزيّة. يُعرف بقصائده القصيرة أوزيماندياس، أغنية للريح الغربية، إلى قبرة.
4 السير فيليب سيدني: 1554-1586 كاتب ورجل بلاط وجندي إبّان حكم الملكة إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا. اشتُهر بالنقد الأدبي والنثر والشعر. ولد سيدني في بينشيرست في كنت وسافر كثيرًا وكان معروفًا في البلاط. دافع سيدني من خلال عمله الدفاع عن القصيد عن الشعر الصحيح ـ الشعر القصصي الخيالي ـ ضد أعدائه.
5 صامويل تايلر كولريدج : 1772 - 1834 شاعر إنكليزي وناقد ومشتغل بالفلسفة، أعلن مع زميله ويليام ووردزوورث بدء الحركة الرومانتيكية في إنكلترا بديوانهما المشترك (الأناشيد الغنائيّة) أحد شعراء البحيرة، ويُعرف بقصائده أغنية البحار القديم. كما يُعرف بعمله النثري الهام.
6 وليام وردزورث: William Wordsworth (1770 - 1797) شاعر إنجليزيّ رومانسيّ، ساعد مع صمويل تايلر كولريدج على إطلاق العصر الرومانسي في الأدب الإنكليزي بمنشوراتهم المشتركة في 1798
7 إف. أو. ماتيسن: هو مؤرِّخ وصحفي أمريكي، ولد في 19 شياط/فبراير 1902 في باسادينا في الولايات المتحدة، وتوفي في 1 نيسان/ أبريل 1950 في بوسطن في الولايات المتحدة.
8 السيرة الذاتيّة: سيرة ذاتيّة لخطاب صموئيل تايلور كوليردج، الذي نشره في عام 1817 في مجلّدين من ثلاثة وعشرين فصلًا.
المراجع

BROWN, D. 2003. T.S. Eliot's Ash-Wednesday and Four quartets: poetic confession as psychotherapy. Literature and theology, 17(1):1-16, Mar.
ELIOT, T.S. 1988. Notes towards the definition of culture. (In Kerode, F., ed. Selected prose of T.S. Eliot. Reprinted extract. New York: Harcourt Brace.
GORDON, L. 1977. Eliot's early years. Oxford: Oxford University Press.
HERBERT, M. 1982. T.S. Eliot - selected poems. Essex: Longman York Press. (York notes)
KENNER, H. The invisible poet: T.S. Eliot. New York: Harcourt. Reprinted in Bloom, H. 1985. T.S. Eliot. New York: Chelsea House. (Modern Critical Views)
KERMODE, F. 1975. Selected prose of T.S. Eliot. New York: Harcourt Brace.
KWAN-TERRY, J. 1994. Ash-Wednesday: a poetry of verification. (In Moody, A.D., ed. The Cambridge companion to T.S. Eliot. Cambridge: Cambridge University Press. p. 132-141.
MATTHIESSEN F.O. 1958. The achievement of T.S. Eliot: an essay on the nature of poetry. Oxford: Oxford University Press.
SCHNEIDER, E. 1975. T.S. Eliot - the pattern in the carpet. Berkeley: University of California Press.
SENCOURT, R. 1971. T.S. Eliot: a memoir. New York: Delta.
STONE DALE, A. 1988. T.S. Eliot - the philosopher poet. Wheaton: Shaw.
RANSOM, JOHN CROWE. "Criticism, Inc." The Virginia Quarterly Review, Autumn 1937.
BROOKS, CLEANTH. "The New Criticism." The Sewanee Review 87:4 (1979) 598.
BARRY, PETER: Beginning Theory. An Introduction to Literary and Cultural Theory. 2nd ed. New York: Manchester University Press, 2002.
VIVAS, ELISEO, The Objective Correlative of T. S. Eliot, reprinted in Critiques and Essays in Criticism, ed. Robert W. Stallman (1949).
GALLUP, DONALD. T. S. Eliot: A Bibliography (A Revised and Extended Edition) Harcourt, Brace & World, New York, 1969. pp. 27–8, 204–5 (listings A5, C90, C7)
ACKROYD, PETER (1984). T. S. Eliot. London: Hamish Hamilton. ISBN 0-241-11349-0.
DUNCAN, JOSEPH E. The Revival of Metaphysical Poetry, 1872-1912, Vol. 68, No. 4 (Sep., 1953), pp. 658-671

روابط انترنت

 https://en.wikipedia.org/wiki/T._S._Eliot  

https://www.britannica.com/biography/I-A-Richards#ref997416  

https://www.britannica.com/topic/Principles-of-Literary-Criticism  

https://www.enotes.com/topics/principles-literary-criticism-richards  

https://www.questia.com/library/58115/the-achievement-of-t-s-eliot-an-essay-on-the-nature  

https://literarycriticismjohn.blogspot.com/2011/11/00070-what-is-poetry-according-to.html