أن تسيلَ قصيدتك كمزرابٍ
جبر علوان - فنان عراقي (1948) - إنترنت.
- السبت 1 حزيران 2019
إكمال الصدى المنقوص
حين تشرّدَت..
بقعةٌ ضئيلةٌ بيضاء من الأكريليك..
صارَت قمراً.. على لوحة
وكذا..
حين مات الموسيقيّ..
أكملَ الصدى المنقوص
وحين.. فاضَ العالم..
أعلى من حافّةِ وعائه...
أطلقوا على ذلك.. اسم "شِعر"...
2
سمِّها لو شِئت..
حديقة وبرٍ ورؤوسٍ.. وحلازين
سمّها...
كومة نهودٍ معطوبة...
وأفواهٍ تعرّضَت... للردم
سمّها.. مزرعة حدبات..
باحةَ أيامٍ هجينة..
المدينة التي لا تغويكَ... بسريرها...
ولا تحطّمُ عظامكَ.. بقُبلِها.
****
مع هذا الكائن الحبيب
كانَ صباحكَ..
يسيرُ ببطء..
كان حلزوناً يتسلّقُ الجدار
كانت امرأتكَ..
تسبحُ في حوضِ الحليب..
وأنت.. تلقي صنارةً..
في فنجان قهوة
2
أشجار الحديقةِ صاخبةٌ..
زهر الليمون يتبادلُ الرعشات..
الفراولة تتشمّسُ.. والنعناعُ يتباهى
بانتظار ثمر المانغا البعيد..
الأم تجففُ ورق الغار
كأنما هو..
لأولادها المهزومين في الحياة.
3
مرّةً.. كان لا بُدّ..
أن تسيلَ قصيدتك كمزرابٍ في منتصف الشتاء
عن هذا المنزل بالذات..
عن حياتكَ في الأفياء..
زرقاء عرفتها دائماً.
محفوفةً أبداً بالأوراق
كل ما حولك يدّعي قدرةً على الأبديّة
أجماتُ قصبِ السكّر..
شجرة صفصاف الذاكرة..
أطباق السماء الكئيبة
سراويلُ الأطفال المضحكةِ على الحبال
أراجيحٌ محطّمةٌ..
كراكيب.. وقطط
الثمارُ المسحوقةُ على الإسفلت..
تبغُ الأب.. الشهيُّ كالبلاد العارية
مرّةً.. كان لابُدّ
أن تتبادل الشِعر..
مع هذا الكائن الحبيب.
****
ستصبحُ بطل العالم
لقد أقعَت قائظةً عند الباب..
تدخّن السيجارة بقرَف
المرأةُ التي تحبّها بلا عقل
ولو أنك بالصدفة.. جئت الآن لزيارتها...
ثم أقعيت بجوارها...
ورحتَ بلا سببٍ.. تصنعُ لها زوارق ورق..
مئاتٌ منها.. تبحرُ في بلاط الرصيف..
ثم ألقيتَ رأسكَ على كتفها..
متعباً من الأفكار
وانبريت لإلقاء نكاتٍ تافهةٍ وبذيئة..
ستصبح بطل العالم..
لمجرّدِ.. إضحاكها.