تتوشّحُ بالعُرْي
رينيه ماغريت (1898-1967) فنان بلجيكي
- الأحد 17 كانون الأول 2023
تلك المنسيةُ التي
لم تصفعْ ربها حين الخلوة...
لم يكنْ عليها الانتظارُ طويلاً حتى...
حتى تضع أسرارَها فوق منشفةِ أوراقه
لم يكن كافياً ما قُطفَ من حديقتِهِ
لتسييرِ قطارِ تشرّدِها
ومازالتْ متّهمةٌ بالهرب...
تعلمت من جدارِها الفلين
كيف تحتضنُ ما يأتي من نهود الأقواس
وأطعمتها صالحةٌ لمدة مضغها...
حينما يسهل عندها الامتناع.. وحين
المسافة بين امتطائها الأرصفة
وعدم إطلالِها من نافذة استسلامها
لترنيمة (الدللول)
وفي كلِّ ليلةٍ مع ذهابِ
آخرِ عاشقةٍ متشحةٍ بالعري
أو راقصةٍ تشجّعنا بالتحيةِ
وتودعنا مع أولِ خطوة!
تستخرجُ ما تبقى من وشالةِ كؤوسِها
تدندنُ على أوتارها الفانية
وتصارحُ "أم كلثوم"
وجهاً لوجه
وتحت عكازتها أطروحةٌ لا تؤمن
بالوجوه المرشحة لرئاستِها
وهي تسير والوقوف يسيرها
وعند سوار أوّلِ خطوةٍ
تجدُ تجمّعَ هياكلِ أحلامِها..
فإياكَ والاقتراب
ثم إياك والاقتراب
ففقاعةُ نشوتِها لم تملئْ
ولن تملأَ
فالنهرُ مازالَ صامتاً
ينتظرُ حراكَ الصخورِ
ودخولُكَ فيه كان خطأً
أربك محطة أمواجها
فأنتظرْ هدوءَ أمواجها.