الجمعة 1 تشرين الثاني 2024 | 3:32 صباحاً بتوقيت دمشق
إبراهيم حسو

حينُ ألقيتُ نفسي من القصيدة

حينُ ألقيتُ نفسي من القصيدة
جاكسون بولوك - فنان أمريكي (1912-1956)
  • الجمعة 3 أيار 2019

حين تكلمت عن الفاكهة القديمة
في إناءٍ مرتبكٍ على طاولةٍ قديمةٍ
حين تكلمتُ وسكّرتُ الغبارَ على مصراعيهِ في الفندقِ ذاك.
حين حطمَّوني بالقربِ من القصيدةِ
فصارتْ ليَ العتمة نافذة وقبر...
حينَ أحيي للفتاةِ القرمزيةِ، ما يجبُ تهيّئتهُ منذُ ألف سنة،
من جواهر وغيوم و ورود.
حينَ نجت من يدي فقَطفتني الأزهارُ، إصبعاً تلو إصبع
وصرت ضباباً تسكنهُ أشباح من القرن الثالث أو قبلهُ.
حينَ اتهموني بأني غنيتُ لكِ في ليلةٍ كنتِ غير موجودةٍ فيها
فقطعوا الهواءَ عني ورمُوني في شِعْرٍ أجنبيّ ذو طعمٍ مقرفٍ.
حين قلتُ لكِ: أنكِ لي
حينَ سمعتُ أنكِ مريضةٌ وبحاجةٍ إلى صدري،
حينَ تسلقتُ الخريفَ وتكلمتُ عنكِ طويلاً هناكَ وسرّرتُ بوجودكِ في أساس روحه وأنا لا أدري شيئاً...
حينُ طرتُ بأجنحةٍ فولاذية
على مقطع صغير من الماء، بالقرب من البريّة
حيثُ الناس والملائكة يشربون نخبَ الكتابة.
حينَ مُتّ دون أنْ أعرفَ بأيَّ سكينٍ من يديكِ
بأيةِ زهرةٍ من شعركِ الآزوتي
حينُ ألقيتُ نفسي من القصيدة
فتحطمتُ كلمةً كلمة...
حينُ لم يكنْ ليَ تاريخ وزمنٌ للقتلِ
حين قرأتُ اسمي بيديّ على لوحٍ وهمي بلا شكلٍ أو روح.
حين تشكّلتِ من رسمي، ووصفتني بالريحِ
على قربٍ من قصيدةٍ مهجورة.
حينَ كنتِ في أرض قديمة تطلقُ البراري،
تخطو إلى الماءِ المنفلتِ من الطوفانِ نحو السعادة الأبديّة.
حينَ قلتُ إنّكِ ملكة وأنّ العصفورَ الذي على شعركِ
أميرٌ وشاعر.
حينَ نظرتُ من عينيّ الصامتتين،
عينيّ اللتين لا تشاركانني الحياةَ.