الترجمة العربيّة لكتاب قصيدة النثر لـ سوزان برنار
The writer Suzanne Bernard in France in September, 1994. (Photo by Louis MONIER/Gamma-Rapho via Getty Images)
- الأحد 11 تشرين الأول 2020
صدر حديثاً عن سلسلة "آفاق عالميّة" بمشروع النشر بالهيئة العامّة لقصور الثقافة كتاب "قصيدة النثر، من بودلير وحتى الوقت الراهن" في جزئين، تأليف: سوزان برنار وترجمة: رواية صادق، ومراجعة وتقديم: الشاعر رفعت سلام.
تعدّ سوزان برنار رائدة صياغة مصطلح "قصيدة النثر"، وتسويغه في الأدب الحديث؛ حيث أعدّت برنار في العام 1958 أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الآداب تحت عنوان: قصيدة النثر: من بودلير حتى أيامنا هذا" (Le Poème en prose, de Baudelaire Jusqu'à nos jours) في جامعة باريس، وبلغ عدد صفحاتها عندما نشرت الأطروحة ككتاب في فرنسا، نحو 814 صفحة موزعة على ثلاثة فصول، مع مقدّمة تاريخيّة عن قصيدة النثر ما قبل بودلير.
ترجمتْ أقسام من كتاب برنار إلى العربيّة أكثر من مرّة، وتأثّر بها بدايةً كل من أنسى الحاج وأدونيس، كما احتفلتْ مجلة شعر البيروتيّة بأطروحة برنار بوقتها، ونشرتْ بعض أجزاء منها على صفحاتها، ثمَّ ما لبثتْ أن انتشرتْ كتابة قصيدة النثر العربيّة.
وقصيدة النثر هي قطعة نثريّة، غير موزونة وتأتي القافية فيها بمناطق مختلفة من الأبيات، وأحياناً تكون غير مقفاة، تحمل صوراً ومعاني شاعريّة وأغلبها تكون ذات موضوع واحد.
تذهب الناقدة الفرنسيّة سوزان برنار إلى أنَ قصيدة النثر هي: "قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف بالبناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائيّة".
لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخليّة، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامّة للقصيدة. وكما يقول الشاعر اللبناني أنسى الحاج -أحد أهم شعراء قصيدة النثر العربيّة إن لم يكن أهمّهم - عن شروط قصيدة النثر: "لتكون قصيدة النثر قصيدة حقّاً لا قطعة نثر فنيّة، أو محمّلة بالشعر، شروط ثلاثة: الإيجاز والتوهّج والمجانيّة".